البيان الختامي الصادر عن أعمال مؤتمر

مناهضة الاحتلال الإسرائيلي والسياسة العنصرية

  • من أجل النضال المشترك ضد الاحتلال والعنصرية
  • ومن أجل وضع إستراتيجية العمل التضامني المشترك لدعم نضال الشعب الفلسطيني.
  1. في السابع من شهر أيار/مايو عام 2011، اختتمت اللجنة التحضيرية أعمال مؤتمر "مناهضة الاحتلال الإسرائيلي والسياسة العنصرية"، بعد إنجاز ومناقشة أوراق العمل المقدمة للمؤتمر وإقرار التوصيات ذات الصلة من قبل الحضور.
  2. افتتحت أعمال المؤتمر بعزف النشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. وبكلمة ترحيبية من قبل اللجنة المنظمة للمؤتمر، تلاها مركز المعلومات البديلة. ومن ثم تليت العديد من الكلمات في الجلسة الافتتاحية الرسمية، ألقيت من قبل السيد كامل حميد محافظ محافظة الخليل، ومن قبل النائب بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب باسم القوى اليسارية الفلسطينية، ومن حركة ترابط – ألقتها الناشطة جهينة صيفي، إلى جانب تحية من ناشطات وناشطين يهود شرقيين.
  3. ناقش المؤتمر في جلساته الأربعة العديد من أوراق العمل حيث غطت أربعة محاور أساسية:
  • المحور الأول:الواقع السياسي الراهن والآفاق من اجل التغيير.
  • المحور الثاني:المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والعنصرية.
  • المحور الثالث:تجارب عملية في مقاومة الاحتلال والعنصرية.
  • المحور الرابع:واقع وآفاق النضال المشترك ضد الاحتلال والعنصرية.
  1. الأوراق المقدمة ومشاريع القرارات التي كانت موضع نقاش وحوار واسع من خلال المداخلات لأعضاء المؤتمر، أكدت على الآتي:
    • إن قوى اليسار الفلسطيني في الخليل، مركز المعلومات البديلة وحركة ترابط، شركاء في الطموح لأن يكون الشرق الأوسط حر وديمقراطي، أن يتحرر من الاستعمار ومن كافة أشكال الهيمنة والكولونيالية وخاصة الصهيونية. وأن يتحرر من الأنظمة الديكتاتورية والأحكام القمعية والتعسفية. إن تطوير الشرق الأوسط، فلسنا بحاجة ل "شرق أوسط جديد" – مبني على سيطرة سياسية واقتصادية إسرائيلية، وسيطرة شركات عالمية تتعاون مع الدول العظمى. لا بل نحن نسعى لشرق أوسط متجدد بشعوبه الثائرة والقادرة على تغيير واقعها وبناء مستقبلها. الثورات في العالم العربي تعزز أمالنا بقوة النضال الديمقراطي والشعبي لبناء هكذا مستقبل.
    • إن ضمان انتصار الشعب الفلسطيني على المشروع العدواني الإسرائيلي، يتطلب إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي لا غنى عنه. ومن هنا يرحب المؤتمر بنتائج الحوار الوطني الشامل الذي انعقد بالقاهرة وتوج يوم الاربعاء4/5/2011 بالتوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية، لإنهاء حالة الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية.
    • وفي هذا السياق يدعو المؤتمر جماهير الشعب الفلسطيني إلى مواصلة تحركها لدعم مسيرة الحوار والوحدة الوطنية، وتحصينها في مواجهة أي صعوبات وإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ الاتفاق الموقع، بما يحترم ويضمن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويعزز برنامج القواسم المشتركة في مقاومة الاحتلال والاستيطان، والنضال من اجل قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة بحدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
    • إن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، هو صراع ضد المشروع الكولونيالي الصهيوني، الذي يدفع ثمنه بالأساس الشعب الفلسطيني– وكذلك اليهود العالقين والمتعلقين في شباك هذا المشروع، بينما الرابح الأكبر هم النخب الاقتصادية والسياسية والعسكرية في إسرائيل والكولونيالية والإمبريالية العالمية، والشعوب هي التي تدفع الأثمان. لهذا فإن التصدي لهذا المشروع وتجلياته الكولونيالية هو الطريق لإنهاء الصراع وبناء السلام العادل والدائم للجميع.
    • إن إنهاء هذا الصراع يجب أن يبدأ من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي فورا، وفك جميع المستوطنات، وممارسة اللاجئين الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة وفق القرار الاممي 194، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالاستقلال التام. وعليه فإن السلام العادل والدائم يتخطى مفهوم الحل السياسي أو الأمني الجزئي: إنه يتجلى بالأساس في دحض الكولونيالية – أي إنهاء الاحتلال الكولونيالي الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك النظام الكولونيالي في داخل إسرائيل بكل بناه وتجلياته السياسية والاجتماعية والثقافية.
    • إن تعزيز النضال الشعبي الواسع، هو أحد أهم الأسس للعمل والنضال المشترك ضد الاحتلال الإسرائيلي والكولونيالية والاستيطان وسياسة الفصل العنصري، مع وبمشاركة الحركات السياسية والاجتماعية والنشطاء والناشطات من الداخل الإسرائيلي، كما يحمل قيما تربوية اجتماعية عميقة ستساهم في تعزيز النضال الجمعي على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي.
    • شدد المؤتمر على التمسك بخيار المقاومة الشعبية المشروعة، وبمشاركة ملحوظة من المتضامنين الأجانب والقوى التقدمية والديمقراطية المعدية للصهيونية في إسرائيل، لمقاومة الاحتلال والاستيطان، داعيا مختلف القوى السياسية والفعاليات الفلسطينية للزج بطاقاتها في خدمة أهداف التحركات الشعبية، وتعزيز المشاركة الجماهيرية الواسعة فيها، وبالمقدمة منها المرأة والشباب. كما أكد المؤتمر في هذا السياق، على الأهمية غير العادية للتكامل ما بين كل الجهود الشعبية مع الجهد الرسمي في تعزيز مقومات صمود الشعب الفلسطيني، ورعاية أسرى وشهداء ومعتقلي التحركات الشعبية، وايلاء الاهتمام الفوري للمناطق المتضررة من الجدار والاستيطان عبر مشاريع تستهدف حماية المناطق المستهدفة وفرض الحقائق الفلسطينية على الأرض.
    • جدد المؤتمر التمسك بـ م . ت. ف. ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات لمجلسها الوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل، وإدخال إصلاحات على آليات عمل المنظمة لتكريس الدور القيادي للجنة التنفيذية في اتخاذ القرار ووضع حد لسياسة التفرد.
    • على أبواب الذكرى الثالثة والستين للنكبة، أكد المؤتمر على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الديار والممتلكات التي شردوا منها طبقاً للقرار 194، ورفض يهودية دولة إسرائيل، وتأمين المساواة الكاملة في الحقوق الفردية والجماعية لجميع المواطنين في داخل إسرائيل.
    • لقد أكد المؤتمر على أهمية نضال القوى الديمقراطية والتقدمية المناهضة للاحتلال والصهيونية داخل إسرائيل، في النضال الفاعل والتحرك ضد الاحتلال لوقف سياسة النهب والاستيطان وحماية حقوق الشعب الفلسطيني. أما دورها في داخل إسرائيل، فيتجلى في الفعل والنضال للدفاع عن حقوق جميع المضطهدين والمستغلين من فلسطينيين ويهود، من رجال ونساء، ورؤية هذا النضال كجزء أصيل من عملية التصدي لكل أشكال الاضطهاد والاحتلال وشرط موضوعي للتحرر والسلام العادل في المنطقة. وفي هذا السياق يجب الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات السياسية والاجتماعية والثقافية وبما لا يتعارض مع الأهداف والمبادئ الناظمة للنضال المشترك.

كما دعا المؤتمر حركات التضامن الدولي، الاجتماعية والسياسية إلى مواصلة الضغط على إسرائيل للاستجابة لقرارات الشرعية الدولية وحث بلدانها على تفعيل وتعميم المقاطعة ضد إسرائيل، باعتبارها سلاحا هاما للجم العدوانية الإسرائيلية، ودعم معركة الحرية والاستقلال.

وفي ختام أعماله توجه المؤتمر بتحية الإجلال والإكبار للشهداء ووجه تحية الاعتزاز والفخر لأسرى الحرية مجددين لهم عهد الحرية وحيا جرحانا البواسل، ووجه التحية لشعبنا الصامد في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة ومناطق إل 48 وسائر مواقع الشتات الفلسطيني مؤكداً على مواصلة درب النضال حتى تشرق شمس الحرية والدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، وحتى تشرق شمس العودة ويتبدد ظلام الاحتلال والاستيطان والعدوان.