עיד אל פיטר 2012, מתרחצים פלסטיניים ביפו

خلال أيام عيد الفطر .زرت يافا، لفت انتباهي خليط من اللهجات الفلسطينية، حاولت التعرف على هوية أصحابها من خلالها، أحيانا كنت أصيب وأحيانا اخطأ.. فبدأت بسؤالهم، لأجد الخليل، رام الله، جنين، نابلس، طولكرم، وسائر أرجاء الوطن تلتقي معا في يافا، ناهيك عنا نحن الذين جئنا من مختلف ارجاء الوطن، من بئر السبع جنوبا وحتى أعالي الجليل شمالا.

لأول مره في حياتي يجذب انتباهي هذا الحشد في مكان واحد، هذا المكان الذي يجسد الكثير من شظايا الذاكرة الفلسطينية المشردة.. فيافا بشوارعها وشاطئها وبحرها، تكاد لا تخلو من حلم كل فلسطيني.. وها هي فلسطين كلها تؤم يافا في يوم واحد.. قد يشكل عندنا نحن أهل الداخل مناسبة للاحتفال بعيد واحد، عيد الفطر، اما عندهم، أهل الخليل وجنين ورام الله، وسائر مدن الضفة الغربية، فيتعدى الاحتفال بعيد الفطر الى العيد الأكبر.. عيد العودة إلى مدينة تغنوا بها ورسموا الأحلام على شواطئها من بعيد.

للحظة تنسى الحواجز وجدار الفصل العنصري. والاحتلال، وتظن إن كل هذا زال وألتم شملنا وأصبحنا ننعم بحرية الحركة. وتشعر ان كل هذا التدافع والزحمة والرغبة في الاستمتاع بأكبر قدر ممكن من بحر يافا وجو يافا، يحقق بعضا من أحلامهم.. فأشعر بالفرح والرغبة في الصراخ : ها هي الحرية، ها هي فلسطين تجمعنا من جديد.

رغم محدودية اللحظة وسرعة انتهائها، إلا إن التفكير فيها يجعلني ابتسم وأقول ان كل شيء ممكن، سواء كانت حرية موهومة أو حرية كاملة فإنها تبقى فسحة من الفرح.

كل عام وانتم بخير