يوم الجمعة ظهرا، على شرفة تملئها رائحة الطابون وأشعة الشمس. بجانبها طاولة وعليها إناء فيه عدة قطعات من العجين وصينية. ناريمان تخبز، حمالاتها بجانبها. قاموا بإطلاق النار على رجلها قبل شهر أو يزيد ولا زالت تستصعب المشي.

في الخارج هناك مظاهرة. أطفال، نساء، رجال، فتيات بأجمل ملابسهن تحملن أعلام فلسطين، يطالبون جميعهم بالأرض التي اغتصبت منهم.

ذهبنا إليهم ونزلنا، لم يكن هذا اليوم مناسبا لإطلاق قنابل الغاز لان الريح كانت تعيد الغاز إلى الجنود، عوضا عن ذلك قام الجنود بإطلاق الرصاص الحي.

الجنود يركضون في أعالي الجبل. عندما يطلقون النار نقوم كلنا بالهرب إلى بيت نريمان، إلى الشرفة.

ناريمان تأخذ قطعة من العجين تسويها حتى تصبح مستوية وتضعها في الطابون.

الجنود الآن بجانب البيت. الشرفة مليئة بالأطفال. هم يلقون إلى الشرفة قنبلة صوتية الذي تؤلم الأذنين.

يقفون بجانب البيت ويطلقون النار الحية. لا يوجد مكان نهرب إليه. بغض النشطاء يدخلون إلى داخل البيت. أنا ظللت في الخارج انظر إلى ناريمان، اتسال ربما هي أيضا تريد الهرب؟ ولكنها مستغرقة في الخبز.

تخرج الخبز من الفرن بسرعة وتغطية. هم يطلقون النار الحية ثانية، يوجد لها صوت أخر، قصير ومنضبط. بعض الشبان يصعدون إلى السطح، يريدون أن يروا أين الجنود. إطلاق النار مره أخرى، هذه المرة هم يطلقون الغاز.

أحد الأبناء يهرب إلى الشرفة وعينية حمراوان، قمنا بالاعتناء به.

ناريمان تأخذ قطعة العجين تسويها وتضعها في الطابون الحار.

الجنود وراء البيت يركضون وراء أحد الشبان، يريدون إطلاق النار عليه. هناك يقف اثنين من المصورين. يقولون لهم: "اذهبوا أنتم تعيقون عملنا!" [إطلاق النار الحية]. يقوم المصورين بالذهاب مسرعين. يأتي الضابط يقوم بمهاجمة أحدهم ويضربه.

ناريمان تخرج الخبز من الطابون وتغطية.

أنا اسأل نفسي، كم بقي من القطع ومتى ستقوم ناريمان بالهرب. ولكنها في بيتها ومن حولها يطلقون النار الحية.

الضابط لازال منزعجا لأنهم أعاقوا عمله، الجنود يطلقون النار على راس أحد الشبان، الرصاصة تدخل وتخرج من رأسه، هو مليء بالدماء.

ابنة ناريمان عهد تذهب إلى الجنود وتصرخ: "ماذا تفعلون ايه الإرهابيون؟"، يأمرونها: "اذهبي من هنا!" ترد عليهم: "هذا بيتي، هذه ارضي!" هم يضحكون. هي لا تضحك. "اذهبي من هنا!" يصرخون في وجهها، "لا!" هي ترد عليهم. "ماذا ستفعلون هل ستطلقون النار علي؟ تفضلوا إيها الجبناء المسلحون!".

ممتاز، بقيت قطعتين فقط، الصينية تمتلئ والرائحة جيدة. ناريمان تأخذ حمالاتها وتخرج للجنود، إلى داخل إطلاق النار والغاز وتقول لهم ما تعقدت وما تريد.

من وراء البيت نسمع صوت ضابط يقول لجنوده: "عمل جيد — استمروا هكذا!" بعد ذلك تمتلئ الطاولة بالخبز، الزيتون، زيت الزيتون والجبنة. كل شيء ذو مذاق رائع.

هكذا يخبزون الخبز في النبي صالح، الوصفة السرية: بدون خوف!

 

 


  • ترجمة: ثناء جوابرة
  • الصور: زيف أورين، activestills، حاييم شوارزنبرغ. شكر!