"هعولام هزيه" شهادة شرطي مجهول ممن شاركوا بقمع المظاهرات في يوم الأرض سنة 1976. نسوقها لكم كما نشرت بدون تغييرات أو تعديلات.
"لم يحالفني الحظ (الندبة في جبيني تشهد على ما أقول), كنت ضمن أفراد قوة الشرطة التي أرسلت لقمع المشاغبات التي المندلعة بين عرب الجليل في اليوم الذي سمّوه "يوم الأرض". بعد الاطلاع على مقالات صحافيين يهود تواجدوا بالحدث, لا أجد أمامي مفرا إلا أن أرفض الصمت المفروض علي كشرطي, وان أضع بعض الأمور في نصابها.
"لست يساريا, لكن وجهات نظري حول ما حدث في الجليل في ال30 من آذار [1967] ستجعلني دون شك منتميا إلى كتلة اليسار, لان هذه الكتلة مع أسفي وبحدسي صاحبة النظرة الموضوعية.
"في ال30 من آذار عند الساعة 00:30 استدعيت مع قسمي لإرشاد عسكري, سادته الكراهية للعرب, وقيلت فيه عبارات تحرض وتدعم استعمال العنف المباشر ضد مقلقي نومنا, العرب. لمّا وصلنا ساحة المدينة لم تستقبلنا الحجارة, لذا تقدمت "قواتنا" المدرعة باتجاه القرية - (من تداعيات قصص أهلي عن الانتداب البريطاني).
وحين رأى الضباط استياء سكان القرية من تصرفهم الغير مبرر, أمروا بالرد بالرشاشات. كان الرضا باديا على الضبّاط, فالبطولة السهلة لم تكن فرصة يوميّة لأكثرهم, وها هي تتاح لهم بسهوله! الأكثر اندفاعا ومبالغة بالعنف كان ضابطين, احدهما يعمل بقسم التموين, حيث فرّغا ضجرهما واستياءهما من عملهم المكتبي عن طريق إطلاق النار على أهالي القرية المرعوبين (الآخر أصاب اثنين. تبيّن لاحقا ان احدهم مات من الإصابة).
يستمر الشرطي بالسرد قائلا: "بعد فرار أهالي القرية, دخلت القوّات إلى بعض المساكن وصبّت حمم غضبها على أغراض البيت. تجلّت لعيني مظاهر تحطيم الأدوات الزجاجية, التلفزيون, المسجل, اللوحات وغيرها. منظر لا يذكرني إلا يذكرني بقصائد بياليك وتشرنحوفسكي عن المذابح التي ارتكبت بحق اليهود في نهاية القرن السابق وبداية هذا القرن.
يكمل الشرطي قائلا: "أكثر ما أرعبني كانت الكراهية المتأججة داخل قلوب معظم أصدقائي أفراد الشرطة ضد العرب, كراهية لقيت لها في 30 آذار ليس أكثر من متنفس ضئيل. انهي قائلا انه : "قسم وعهد علينا أن نتخلّص من كراهيتنا لابناء إسماعيل, لأجل تبرير حقنا الشرعي بالسكن بهذه البلاد."
هعولام هزيه, 13.4.1976