في قطار تل أبيب
في القطار إلى تل أبيب
رأيتُها.. روسيّةً،
تَدلُّ إلى مَنبع النِعناع.
كان بحوزتها موسكو كلُّها
وطفلٌ كما يبدو
شرقي
في المقصورة ذاتِها أثيوبيٌّ
حَدَّقَ في وجوه المسافرين،
حَدَّقَ.. إلى أن ملَّهُم
فراح ينظر من النافذةِ
إلى حُطامِ قريةٍ لا تَعنيهْ
عاملٌ من "القادمين الجدد"
نشيطٌ. بعدَ قليل سينزلُ
من القطار إلى عمله في شركةٍ
أعلنت للتو عن طَرده
على يميني جلسَ يهوديٌ
مغربيّ، حَدّثني عن أحواله
إلى أن اكتشف لَكْنَتي،
هوَ تابعَ حديثَهُ ولكن
مع الذي على يمينِه
بعدها.. وفي أقرب محطّة نزلتُ
لأنَّ القصيدة انتهت
(حزيران 2007)
لجَولان.. تفاحة سمراء
سِربٌ..
من الغيم الشّريدِ
يناشدُ الرّيحَ الدليلةَ
أن يموتَ على الهِضابِ ثلوجْ.
جَولانُ بي ضِيَعًا
من الطّوبِ المُشظّى،
تتعانَقُ الدِّفلى على وديانِهِ
لتزيدهُ نبعًا شَغوفْ.
جَولانُ يا قبرَ المَشيبِ،
ويا أُناسًا منذ عمرٍ
مثلَ طفلٍ؛
لا يفكّرُ بالنهايةْ.
عدناكَ بالليل العَريضِ على
سفوح النّجمِ من نورٍ
ونافذةٍ إلى الأبعدْ.
جئناكَ كي تَلقَى قِطافُ
التّينِ في شَهَواتِنا أحلى
من الجرح الذي فَرَشَ النّزيفَ
على ضِفافِ الحزن.
ها أنت من لَهَفي..
ترى الشّامَ البعيدةَ مثلَ أمّي
في الحنانْ؛
توّاقةً.. فيها العواطفُ للنّشيدِ
وللغيابِ يغيبُ
في عَوْدِ الضّنى خَبَبًا.
لا ملحَ في العَبَراتِ تذرِفُهُ
الحِكايةُ للسّدى بَعدُ
بل توصلُ الماضي على مَهْلٍ
إلى مثوى البكاءْ.
لا أمس في يومي
ولا الغد راحْ.
لا صَحوَ يدركُ دربَهُ
المُفضِي إلى حُلُمي
ولا تيهي دليلي.
جَولانُ لا تَلبَسْ
ظلامَ مسائِكَ الآتي إذا
أُرغمتَ، بل زيّنْ بياضَكَ فيهْ
رَوِّح
(آب 2007)